شاركت المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم "أروقا" في ندوة تربوية حوارية افتراضية، بعنوان "التقويم الأصيل"، والتي نظّمتها أكاديمية "أفق" في ماليزيا، بإدارة الدكتورة رجاء الجاجي.
تحدث كل من البروفيسور محمود عكاشة والبروفيسور عادل البنا، بحضور عدد من الخبراء والقامات التربوية من مختلف الدول العربية، حيث شملت الندوة أربع محاور تتلخص في طبيعة العلاقة بين القياس والتقييم والتقويم. مُؤكديّن على أن التقويم لم يعد مقصوراً على قياس التحصيل الدراسي للطالب في المواد المختلفة بل تعداه لقياس مقومات شخصية المتعلم بشتى جوانبها، وبيان أهمية التقويم الأصيل ومبرراته، وضرورة تطبيقه في مؤسساتنا التعليمية، حيث أن تطبيقه ليس عملية صعبة، ويكفي أن تتوفر في مؤسساتنا إرادة قوية وإخلاص للبدء العملي في تطبيقه.
بالإضافة إلى عرض وشرح الفرق بين التقويم الأصيل والتقويم التقليدي، موضحيّن أنّ التقويم الأصيل هو تقويم يعكس إنجازات الطالب ويقيسها في مواقف حياتية حقيقية، وقياس المستويات العليا المعرفية والمهارية، على خلاف التقويم التقليدي الذي يقتصر على قياس المستويات المعرفية الدنيا، وتم التنويه أنّ التقويم الأصيل ليس بديلاً عن التقويم التقليدي، وإنما جاء لسد الثغرة التي يعجز التقويم التقليدي على سدها، فالتقويم الجماعي وتقويم مهارات التفكير وغيرها لا يمكن التعامل معها بغير التقويم الأصيل.
أما فيما يتعلق بالمحور الأخير وهو الرابع، أشاروا إلى أهمية تنمية مهارات القائمين على التقويم الأصيل، وتهيئة المؤسسة التعليمية لتنفيذ التقويم الأصيل، حيث قُدّمَت نماذج من التقويم الأصيل، مثل قوائم الرصد، وسلالم التقدير، والسجلات القصصية، وسجل وصف سير التعلم، وغيرها.
من جانبه، ركّز الأستاذ ياسر النادي المدير التنفيذي للمنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم "أروقا"، في مداخلته على أهمية التحول من التعليم إلى التعلم، والتعلم من أجل الابتكار. ونوّه إلى أهمية الابتكارات، وبأن ابتكاراً واحدًا يمكن أن يحدث فرقًا في المنطقة، كما أشار إلى أهمية تأطير التقويم الأصيل وضرورة تكاتف الجهود للخروج بإطار عام حول التقويم الأصيل.
تجدر الإشارة إلى أنّ الندوة شهدت تفاعلًا كبيرًا ومداخلات كثيرة من الحاضرين.