في المعرض والمنتدى الدولي للتعليم 2013 بالرياض
د. أبوغزاله يستعرض التحول في الفكر التربوي والتجديد في التعليم ويقول:
علينا أن نعترف بتقصيرنا إذا ما أردنا أن نعود إلى مرحلة القيادة
الرياض-24 شباط 2013- اختتمت فعاليات المعرض والمنتدى الدولي للتعليم 2013 الذي نظمته وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية و يقام سنويا في مركز المعارض والمؤتمرات في الرياض بمشاركة واسعة من كبار صانعي القرارات ومقدمي الخدمات التعليمية وأصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم.
وألقى سعادة الدكتور طلال أبوغزاله، رئيس المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم ورئيس جامعة طلال أبوغزاله التي تعد بوابة نحو التميز في التعليم عالي الجودة كلمة في حفل الافتتاح حول "مفهوم التحول في الفكر التربوي والتجديد التربوي" قائلاً: " أتحدث إليكم اليوم ليس كرجل حالم ينظر إلى مستقبل مزدهر للعالم العربي فحسب بل أتحدث إليكم أيضاً من وجهة نظر واقعية. والواقع يقول إنّه علينا أن نعترف بتقصيرنا إذا ما أردنا نحن العرب أن نعود إلى مرحلة القيادة التي اعتلاها آباؤنا من قبل."
وأشار إلى دراسة أصدرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 2009 ذكرت فيها أنَّ التعليم العالي في الوطن العربي يواصل التراجع من حيث تلبية متطلبات الطلاب وأصحاب العمل والمجتمع ككل. مؤكداً أنَّ مؤسساتنا التعليمية مكتظة بالطلاب وتعاني من شح في الهيئة التعليمية بل تخرّج أفواجا لا يملكون الكفاءة المطلوبة وغير قادرين على مواكبة سوق العمل.
وأكد د. أبوغزاله أنه لن يكون هناك مفرا من أن يكون التعليم تجربة مستمرة يعيشها الإنسان طيلة حياته وأضاف: "لا يستطيع أحد منا أن يتوقف عن التعلم ولم يعد مقبولاً به عدم تطوير المهارات في مكان العمل. فمع تطور التكنولوجيا وسرعة وتيرتها يصبح المهنيون والعاملون جميعاً مهما بلغت مهاراتهم بحاجة إلى التدرب على البرمجيات الجديدة والمنهجيات المستجدة في عالم الحاسوب."
وأكد أن التعليم في محوره الرئيسي أداة لاستثمار القدرات البشرية. ولذلك، يحب الطلاب أن يروا الاستثمار في تعليمهم يترجم على أرض الواقع من خلال الفرص والمناصب المقدمة لهم بعد التخرج, ولكن في حالة كانت تلك المناصب أدنى من مجموع المهارات التي حصلوا عليها فلا شك بأن استجابتهم ستكون سلبية. ولهذا السبب نرى إحجاماً منهم عن الإنتاج والمشاركة. فهي ليست قضية عدم وجود رغبة لديهم بل عدم وجود الفرصة المناسبة لهم. ولسوء الحظ فقد اصبح ذلك الأمر السيناريو القائم بحكم الواقع وكأنه ما من طريقة للخروج منه أبد الدهر."
وأوضح د. أبوغزاله الذي يترأس أيضاً المنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم أنَّ متوسط الإنفاق الحكومي العربي على البحوث والتطوير أقل من 1% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بمعدلات تصل إلى 3-4% في الدول الصناعية المتقدمة.
واستذكر د. أبوغزاله انطلاقة مجموعة شركاته ودورها الريادي في هذا المجال وقال: " مضت أربعة عقود على تأسيس مجموعة طلال أبوغزاله منطلقاً من طموحي في تعزيز حقوق الملكية الفكرية والمساهمة في إنماء مجتمع المعرفة في العالم العربي. بدايةً، نجحت مجموعتنا في مجال التعليم الاعتيادي الذي يُقدم ضمن بناء مادي من حجر وطوب. حيث جاء انشاء كلية طلال أبوغزاله للدراسات العليا في إدارة الأعمال في الأردن وكانت هذه الكلية الأولى في الوطن العربي التي تحظى باعتراف مؤسسة الاعتماد الدولي لبرامج إدارة الأعمال FIBAA. وفي 25/9/2011، حصلت الكلية على لقب "أفضل مؤسسة تعليمية في مجال الإدارة في قارة آسيا" وفقاً لمنظمة المؤتمر العالمي للجوائز التعليمية في قارة آسيا. والآن، انتقلنا خطوة نوعية نحو الأمام فأسسنا جامعة طلال أبوغزاله لتكثف جهودنا في الانتقال بالنموذج التعليمي من الحجر والطوب إلى النقر على شاشة الحاسوب، من التعليم المحصور بالأبنية المادية إلى فضاء العالم الافتراضي."
وأوضح الدكتور أبوغزاله أن جامعة طلال أبوغزاله هي مبادرة تقوم بها المجموعة من أجل دمقرطة التعليم وتعزيز المواطنة العالمية وتمكين المواطنين ممن حُرموا من قطف ثمار التكنولوجيا وثورتها. وتعتبر جامعة كانيسيوس الأمريكية أول من انضم الى تحالفنا وهي من صفوة الجامعات الخاصة في القطاع الغربي لنيويورك.
واختتم كلمته بتوجيه دعوة مفتوحة للمشاركين في حضور المؤتمر الدولي حول "أطر الجودة في التعليم" المزمع انعقاده في أيلول 2013.
يذكر أن المعرض والمنتدى الدولي للتعليم 2013 هو الثالث في سلسلة من الفعاليات الهادفة إلى توفير الفرص الرئيسية للأعمال الدولية في التعليم وإيجاد شراكات والربط مع صانعي القرار في السعودية مع الجهات الحكومية الخليجية المشرفة على الإنماء في التعليم بالإضافة إلى ممثلين كبار عن الجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية الثانوية والمدارس الخاصة والحكومية في المنطقة وفي السعودية بشكل خاص .